نعرض قطعة اليوم بفضل مجاملة مركز بول كلي، حيث تعرض "عباقرة" (جمع "عبقري") في المعرض الحالي "بول كلي: صور في الحركة". أتمنى لو أستطيع رؤيتها في برن - استطعموا!
عبقري، أصل كلمة "عباقرة" كما استخدمها بول كلي في عنوان هذا العمل، تشير إلى الأرواح الحامية في الدين الرومانية القديمة. في كل إنسان – وفقط في البشر -يسكن عبقري، والذي يموت عندما يموت الشخص. يمثل العبقري الشخصية والقدرة على الإنجاب. ومن هنا جاء استخدام الكلمة اليوم للإشارة إلى "العبقري" كقوة إبداعية ومصدر إلهام لشخص موهوب.
الشخصيتان في الألوان المائية تعرفان بسهولة أنهما راقصتان. وضعية الأرجل والأذرع الممدودة، التي تبدو تقريباً كالأجنحة، لا تترك مجالاً للشك. الشخصيتان مكونتان بطريقة ساحرة: الشخصية الأكبر لديها عيون زرقاء مشرقة، وجذع ساحر، وأحذية صغيرة خفيفة؛ أما الأصغر ترتدي تنورة بيضاء، ووجهها يأخذ شكلاً مفتاح الموسيقي الثلاثي. لكن كلي لا يصور مجرد راقصتين في حركة. بل يستخدم كل الوسائل الأخرى المتاحة له، مثل الخط، والشكل، واللون، لتسليط الضوء على ديناميكيّة المشهد. تتكرر الأشكال الخارجية للشخصيتين مثل الصدى، وكأن لحظات مختلفة من الحركة يتم التقاطها. يصبح تظليل المقدمة أكثر قتامة كلما اقترب من حافة الصورة. لكن في أسفل القطعة، يتحول اللون من داكن في الأعلى إلى شبه أبيض في الأسفل. يعيد هذا خلق إحساس بعرض مسرحي حيث تكون الراقصات مضاءات بإضاءة ساطعة بينما تبقى الخلفية في الظلام.