كثيرًا ما تُصوِّر لوحات واترهاوس شخوصًا من الأدب أو الأساطير اليونانية. ومن المحتمل أن هذا العمل كان مستلهمًا من قصيدة «حورية البحر» لآلفرد لورد تينيسون، التي تضم هذه الأسطر:
من ستكونُ
حوريةُ بحرٍ جميلة،
تغني وحيدةً،
تسرّحُ شعرها
تمضي القصيدة في وصف بحث حورية البحر عن الحب وعثورها عليه بين خَيْلان البحر. إلا أن واترهاوس كان كذلك مهتمًا بالأسطورة الأكثر سوداوية القائلة أن حورية البحر ساحرة. وقد جرت العادة على أن حوريات البحرِ سيراناتٍ –sirens– يغوين البحارة إلى حتفهم عبر غنائهن الفاتن. كما كن أيضًا شخصيات حزينة؛ فلم يكن بمقدورهن الصمود في عالم البشر الذي يرغبن فيه، ولم يكن بمقدور الرجال العيش في مملكتهن المائية، ولهذا فكل علاقة محكومٌ عليها بالهلاك. لا وجود للبحارة في لوحات واترهاوس؛ وبرغم أنها سيرانة، إلا أن حورية البحر مُصوَّرة كشخصية وحيدة. وبجانبها صدفة مليئة باللآلئ، والتي يَعتقد البعض أنها تشكَّلت من دموع البحارة الموتى.
ملاحظة: لم يكن الرجال يخشون الحوريات فحسب! هنا تقرأون عن أيقونات النسوية في العصر الفيكتوري وقواهن الخارقة. حذارِ!