هنا قد تم إنزال مكانة إله الحرب مارس تماما إلى الأرض. فهو ليس ذلك البطل الشاب مفتول العضلات الذي غالبا ما نراه، بل هو أكبر سنا. ولم يعد في ذروته. إنه مفرغ من الروح. هذا الضعف هو مآل كل تلك الانتصارات الإلهية. وعلى نحو غير اعتيادي إلى حد ما، فالإله هنا بمفرده، يتأمل في شفقته. يبدو أنه ينظر إلينا من مكان عميق من وراء عينيه، كما لو كان ضائعا قليلا أو حيرانا أو شاعرا بالعار.
ما الذي جعله يصل إلى هذه الحالة المزرية؟ حسنا، في الواقع حالته ليست مزرية إلى ذلك الحد. فالطريقة التي يلتف بها ذلك الغطاء الوردي الوفير تحت فخذيه جذابة حقا، على الرغم من كونها مذلة قليلا وربما حتى غير لائقة في جمالها. ويبدو أنه قد تم تجسيد وحدته هنا عبر الخلفية البنية المخضرة، عديمة التفاصيل والتي تكتنفه بجمود من وراء ظهره.
اللوحة مستوحاة من تمثال "المفكر"، وهي واحدة من منحوتات مايكل أنجلو لعائلة ميديتشي في خزانة كنيسة سان لورينزو. لماذا اختار بيلاثكيث تجسيد مارس على هذا النحو؟ لا أحد يعلم.
!يوم سبت سعيد لكم جميعا