قبل أن تبدأ في قراءة هذا المقال، انقر على اللوحة وتمعن بها بعناية فائقة. ما هو رد فعلك على هذه القطعة الفنية؟ سمي هذا الأسلوب"الانطباعية التجريدية الغنائية". إنها لوحة رائعة للغاية: معقدة ولكنها بدائية، مندفعة لكنها متناغمة، مرحة وآسرة. لا عجب في إدراج الفنان في مزاد إلى جانب لوحات رينوار و وارهول. تم بيع ثلاثة من أعماله بأكثر من 26000 دولاراً أمريكياً بينما لم يتم بيع أعمال الفنانَين الآخرَين. علاوة على ذلك ، فإن كونغو ، الرسام ، قد فعل ذلك قبل وفاته (بالطبع ليس بعدها، فالموتى لا يستطيعون الرسم ...) في سن العاشرة. نعم ، قبل أن يبلغ الحادية عشرة من عمره، ابتكر أعمالًا تستحق أن تُعرض جنبًا إلى جنب مع مشاهير الفن! لا أعرف كم عمرك، لكن ماذا كنت تفعل في سن كونغو؟
الشيء المخيف هو أنه (نعم ، لقد كذبت نوعًا ما) قد مات في سن العاشرة لكنه لم يكن "شخصًا". كونغو كان شمبانزي. (ماذا توقعت؟ زومبي مثلاً؟) بدأ الشمبانزي يرسم في سن الثانية بعد أن قدم له ديزموند موريس، عالم الحيوان ومؤلف الكتاب الشهير القرد العاري، قلم رصاص. لم يصبح مدمنًا على الرسم فحسب، بل سرعان ما أظهر موهبة طبيعية. إذا ما خربش موريس شيئًا ما على أحد جوانب قطعة من الورق ، فإن كونغو سيوازنه برسم شيء ما على الجانب الآخر. إذا تمت إضافة لون إلى جانب، فسيستخدمه على الجانب الآخر؛ وبالتالي فإنه يظهر فهماً للتناظر والتوازن. إذا كنت تعتقد أنه يمكن للمرء أن يخلط هذه الأنماط بنوع من الميول الفنية (والتي من الواضح أنه من المستحيل أن يمتلكها كائن آخر غير الإنسان) ، تأمل ما يلي: سيعمل كونغو بكل تركيز على قطعة فنية ما. إذا حاول شخص ما أخذ لوحة اعتبرها غير مكتملة ، فإنه سيبدأ بالصراخ في نوبة غضب. إذا أُعطي قطعة يعتبرها مكتملة، وحتى إذا حاول شخص ما إقناعه بخلاف ذلك، فإنه يرفض أن يضيف إليها.
سؤالي : ألا يكشف هذا عن وعي بعمله؟ وهل الفن مقصور على البشر؟ ولماذا؟
- أرتور ديوس ديونيسيو