لم تكن أي من نساء العصور الوسطي مثيرة للجدل كما كانت إيلانور من أكيتاين. وُلدت إيلانور حوالي عام 1122 ح.ع.، وقد ورثت دوقية أكيتاين بجنوب فرنسا عام 1137، مما جعلها الوريثة الأكثر تأهيلًا في غرب أوروبا. تزوجت إيلانور ملك فرنسا لويس السابع، وقد استنكر رجال البلاط لباسها الإيحائي وحياتها الجنسية. وقد استمرت في مفاجئة المعاصرين حين أصرت على مصاحبة زوجها في كارثة الحملة الصليبية الثانية، وقيادة المجندين من مدينتها بنفسها. وبعد 15 سنة من الزواج وولادة ابنتين فقط نتيجة اهتمام زوجها الطفيف بها، منحها لويس معاملة الطلاق التي طلبتها عام 1152.
وقد كانت تنتهي حياة الكثير من نساء العصور الوسطي في تلك المرحلة، إلا أن الأمر لم يكن كذلك مع إيلانور، فقد تزوجت بعد شهرين فقط من انفصالها عن زوجها الأول بملك إنجلترا هنري الثاني، وقد أسفر عن هذا الزواج 8 أولاد، من ضمنهم اثنان من الملوك: الملك "ريتشارد قلب الأسد" وأخيه جون الكاتب الغير مشهور لماجنا كارتا. أمضت إيلانور 16 سنة في الأسر في إنجلترا بدأت عام 1173، بعد أن ساعدت أبنائها على التحالف ضد أبيهم. وقد تم إطلاق سراحها بعد موت الملك هنري، واستمرت في لعب دور هام في الحكومة الإنجليزية حتى استقالتها ووفاتها عام 1204.
تم اكتشاف اللوحة الجدارية عام 1964في كنيسة سانت راديجوند، والتي تحمل اسمها في شاينون، معلقة عاليًا على الحائط ما بين الممر والزاوية. يظن الباحثون أنها رُسمت ما بين عامي 1170 و1200، ولكن يبقى موضوع اللوحة غير مؤكد، فيعتقد البعض أن اللوحة تصور العائلة الملكية الإنجليزية، بينما توجد عدة سيناريوهات أخرى، كأن تكون اللوحة صورة من رحلة صيد، أو من زفاف الملك جون، أو حتى من مشهد سقوط إيلانور في الأسر بواسطة زوجها الثاني الملك هنري. إلا أنه برغم ذلك تبقى الشخصية الرئيسية في اللوحة هي إيلانور من أكيتاين، مما يجعل هذا المثال المعاصر الوحيد للملكة المشهورة سيئة السمعة التي توجت مرتين.
-ستيفاني