لدينا تجربة لكم. سنعرض لكم اليوم وغدًا تحفتين فنيتين مختلفتين عن بعضهما البعض، وصنعتا في بيئتين مختلفتين. لقد قرنتا من قبل متحف بود الذي يرغب في تقديمهما لكم.
ما الذي يحدد ما إذا كان مجسمٌ ما يعد فنًا أو شيءٌ آخر؟ لا يعد التصنيف مجرد مسألة جمالية أو إتقان للوسيط. غالبًا ما تلعب التصورات المسبقة عن الفن ومدى ملائمة المجسمات لها دورًا حاسمًا. تمثال البوتو الذي نحته دوناتيلو (حوالي 1386-1466) وتمثال الإلهة أو الأميرة البنينية، الذي لا يعرف نحاته، تعد تحفتان فنيتان لكنهما عوملتا بشكل مختلف.
البوتو -وهو مجسم مجنح صغير- يعتبر أحد أهم المنحوتات الصغيرة في عصر النهضة الإيطالية الأولى، وهي فترة من الابتكار والتجريب الفني. يظهر العمل دوناتيلو وهو في ذروة إبداعه الفني: حيث لا يمكن الشك في المهارة التقنية والرؤية الإبداعية وراء هذا العمل. يوازن البوتو نفسه على صدفة ويستدير حول محوره ملتفتًا لليسار، ويسحب يده للخلف ليضرب بها آلته الموسيقية. صب دوناتيلو في المعدن أكثر اللحظات العابرة. كما كان صب التماثيل بالبرونز متعلق بالسلطة السياسية والثقافية.
باعتباره تحفة فنية لفن عصر النهضة، مُنِح البوتو مكانة رفيعة إلى جانب تمثال فلورا بود والمنسوب لليوناردو دا فينشي (1452-1519)، بالإضافة عدد من التماثيل الصغيرة والمستقلة في وقت لاحق في متحف كايزر-فريدريك، والمسمى بمتحف بود في الوقت الحالي، المتحف الذي سعى إلى نقل شعور بثقافة الزمن الذي صنعت فيه هذه الأعمال.
غدًا سنخبركم عن تمثال بنين.