لو لم ترَ الإسناد، هل كنت ستعرف صاحب هده اللوحة؟ سيبقى فنسنت فان كوك رساما رائعا و عملاق عالم الفن! تمتد مسيرته الفنية بأكملها ، إنطلاقا من الوقت الذي قرر فيه ترك وظيفته والتركيز على أن يصبح رسامًا ، إلى أقل من ١٠ سنوات. خلال هده الفترة ، استطاع أن ينتج أكثر من ٢٠٠٠ عملٍ، باعتبار أنه بدأ جولته في الرسم بلوحة دكنة ونهج تقليدي أكثر واقعية. عندما انتقل أخيرًا إلى باريس في عام ١٨٦٦، احتكَّ بأساليب وتقنيات وفنانين جدد، بما في ذلك الانطباعيون وبعد الانطباعيون . إلا أن الأمر الأكثر تأتيراً على فان كوك، هو احتكاكه بكتب وأفكار جديدة حول نظرية الألوان. لقد استوعب بسرعة كل المبادئ وصنع لوحات مدهشة التي لا زلنا نعتبرها اليوم مثالية و رمز فن فان كوك، فقط في السنوات الثلاث الأخيرة من حياته. يا له من انفجار مذهل للإبداع!
قبل الانتقال إلى باريس التقط فان جوخ العديد من صور الفلاحين وحياتهم اليومية، باستخدام نغمات دكنة مستمدة من الأرض، تضفي على أعماله جوًا هادئًا و ساكن. تعد "امرأة الفلاحة التي تحفر أمام كوخها" مثالاً على اهتمامه المبكر بحياة الفلاحين. إنه يجسد عالم الفلاحين وينقل لنا امرأة تشتغل على الأرض، محافضة كذلك بنبلها في جميع مِحَنِها. يتم رسم كوخها بضربات قوية للفرشاة. فستانها الأخضر بسيط، يضيف إحساس الأناقة. تعطي الأشجار الموجودة في الخلفية، علامة مبكرة على تصميمات الفنان اللاحقة لعالم الطبيعية. هذا ليس هو فان جوخ المسعور ذي الألوان الشاذة ، بل فإنه يكشف عن إحساسه الفطري المبكر بالتكوين والمزاج.
-براد آلن
هنا ٧ لوحات مدهلة لفان كوك، لابد أن تتطلع عليها!