السيدة مع القاقم

قبل 500 سنة من الآن، مات ليوناردو دافنشي أحد أشد فناني العالم إستثنائية.

ما هو مثير للاهتمام على أية حال، أن ليوناردو لم يَمُت في بلده الأم إيطاليا، بل توفي في فرنسا. حيث ذهب إليها في عام 1516 حين كان عمره حينها 64 عامًا، حتى يُقيم في منزل جميل لأمير الإقطاعية في منطقة كلوس لوسي بالقرب من مدينة أمبواز. كانت صحته غير جيدة ويده مشلولة مما منعه من الرسم، لكنه كوّن صداقة قوية مع راعيه الجديد فرانسوا الأول، الملك الشاب لمملكة فرنسا، حيث ناقشا كل شيء بما في ذلك الفلسفة والفن والعمارة والهندسة، ذكر جيورجيو فاراسي في كتابه "حياة أبرز الرسامين، النحاتين والمعماريين" أن ليوناردو قد مات بين يدي الملك، حيث كانت يدا الملك "تسندان رأس ليوناردو لتقدما له المساعدة قدر المستطاع، في محاولة منه لتخفيف معاناته".

في رحلته إلى فرنسا حمل ليوناردو لوحة الموناليزا معه، ولهذا السبب يُمكن مشاهدة اللوحة في متحف اللوفر. لكننا اليوم نقدم لوحة أخرى مشهورة للفنان العظيم، "السيدة مع القاقم" (بفضل المتحف الوطني في كراكوف).

موضوع اللوحة هي سيسيليا غاليريني، رُسمت في الوقت الذي كان يُعتقد أنها عشيقة لودوفيكو سفورزا، دوق ميلانو، حين كان ليوناردو في ضيافة الدوق. هي واحدة فقط من 4 لوحات رسمها ليوناردو لنساء، الأخريات هن "الموناليزا"، "لوحة جينيفرا دي بينتشي"، "حداد جميل".

كانت سيسيليا من عائلة كبيرة، لكنها لم تكُن عائلة غنية ولا نبيلة. خدم والدها لفترة من الوقت في بلاط الدوق، حين رُسمت لوحتها كان عمرها آنذاك 16 سنة وكانت تُشتهر بجمالها وبعِلمها وشِعرها. كانت قد تزوجت في عمر السادسة تقريبًا من رجل نبيل من عائلة فيسكونتي، لكنها رفعت دعوى لإلغاء الزواج في عام 1487 لأسباب غير معلنة وتمت الموافقة على الطلب. أصبحت عشيقة الدوق وأنجبت منه ولداً، حتى بعد زواجه من بياتريس ديست قبل 11 سنة. وُعدت بياتريس إلى الدوق عندما كانت في الخامسة من عمرها فقط، وتزوجته عندما كان عمرها 16 عامًا في عام 1491. بعد بضعة أشهر، اكتشفت أن الدوق لا يزال يقابل غاليرياني، وأجبرت الدوق على إنهاء العلاقة من خلال زواجها من كونت محلي يُدعى برغامينو.

لا تزال سيرة عبقري عصر النهضة تقدم ألغازاً، أحدها حقيقة أن أربع من أصل خمس صور باقية تظهر شخصيات أنثوية.  لقراءة المزيد عنها هنا.