هذه اللوحة تحكي قصة القديسة بربارة. كانت إبنة رجل من النبلاء أراد أن يحبسها في برج بعيداً عن انظار المعجبين. عندما أراد والدها أن يزوجها، قاومت بربارة بشراسة. لكي يهدئها، سمح لها والدها بأن تخرج من البرج بعض الأوقات. خلال إحدى رحلاتها إلى الخارج، اعتنقت بربارة الديانة المسيحية بالسر. كان رد والدها قاسي سلمها للحاكم الذي أمر بتعذيبها. ولكن هذا لم يجدي: كل ليلة كانت جراحها تشفى بشكل عجائبي. في النهاية قطع والد بربارة رأسها شخصياً.
نرى المرأة الشابة تقلّب في كتاب للصلوات. جذع النخيل في يدها اليسرى تعرّف عنها أنها شهيدة، الجذع يمثل انتصارها على الموت وخيارها للحياة الأبدية. العمّال يكدّون خلفها، يبنون برج كنيسة قوطية تمثل نمو الديانة المسيحية.
إن البرج ومحيطه خلية مليئة بالحركة. ربما انها إشارة للكنيسة حيث يمكن لكل مسيحي أن يقدم مساهمته في عمل الرب. لهذا اليوم، لا يزال عمال القرميد والأحجار والأسقف والبناؤن يبجلون بربارة على أنها القديسة التي ترعاهم.
إن العمل المصقول لهذه اللوحة التحتية أو "اللون الميت" مميز بالنسبة للقرن الخامس عشر. رسم فان أيك السماء وتوقف من بعدها ما يجعل هذه اللوحة أقدم رسمة غير مكتملة نعلم بها من البلاد السفلى. مع كل هذا لقد وضع الرسام امضاءه. هل هذا يعني أن العمل قد انتهى بالنسبة له؟
إن جان فان أيك، مع روجير فان در ويدن، يعتبرا رواد الرسامين الهولنديين المبكرين - مجموعة من الرسامين من البلاد السفلى في القرن الخامس عشر وأوائل السادس عشر. كان هدفهم رسم لوحات واقعية مع الكثير من التفاصيل. أكثر ما يتميز في هذه اللوحة هو الرسم الدقيق للبرج. تفصيل آخر يستحق الذكر هو وضعية القديسة بربارة على الأرض. ربما أراد فان أيك أن يشدد على تواضعها.
نقدم لوحة اليوم بفضل المتحف الملكي للفن في أنتويرب.
ملاحظة: لا تعلم الكثير عن فان أيك؟ هنا ستجد عشرة أشياء عليك معرفتها عن هذا الفنان الرائع!