اليوم هو الأحد الأخير في شهرنا المميز مع مجموعة المتحف الوطني في وارسو. نأمل أنكم استمتعتم بهذه المختارات البسيطة للفن البولندي :) كما نأمل أنكم استمتعتم بالصيف مع ديلي آرت وأنكم مستعدون لحلول الخريف - نتمنى ألا يكون فصلٌ كارثي كبقية السنة...
أصبح فلاديسلاف بودكوفينسكي على معرفة بالانطباعية الفرنسية حين زار باريس في العام 1889 مع زميله الفنان جوزيف بانكيفيتش. نرى تأثير تلك التجارب، وتحديدًا اطلاعه على أعمال كلود مونيه الكلاسيكية، جليًا في هذه اللوحة التي رسمها عام 1892 بعنوان طفلان في البستان.
أمضى بودكوفينسكي وقته بين عامي 1891 و1892 برفقة الرساميْن ميلوش كوتاربينسكي وستانيسلاف ماتزينسكي. ففي مزارع عائلتيهما، رسم بودكوفينسكي أفضل مشاهده الخارجية ولوحات البورتريه المشبَّعة بالضوء. رسم مشاتل أزهار ومروج مترامية الأطراف وحقول تقطعها طرقٌ ريفية أو جداول مائية. كرَّس كل إمكاناته لتصوير انطباعاته وملاحظاته عن الطبيعة بعد أن سحرته المناطق الريفية التي تحيط بوارسو بجوها السعيد. دوَّن سلوك الضوء في الأيام المشمسة، وعادة ما كان يستعين في لوحاته بأفراد عائلة مضيفيه الذين كانوا يقضون عطلاتهم في الريف. -وهو ما يسمى في الفن بـ"Staffage" لمن يريد الاستزادة-
وفي هذه اللوحة، يلتقط بودكوفينسكي ابنا مضيفه وهما يسقيان مشتل للأزهار في مزرعة عائلتهما في قرية خجيزنِه (Chrzęsne) البولندية. الصبي الذي يحمل المرشة هو تاديوش كوتاربينسكي ذو الستة أعوام، والذي سيصبح فيلسوف معروف، ورائه يقف مايتشسلاف كوتاربينسكي، والذي سيصبح رسام ومصمم داخلي. استخدم الفنان أسلوبه المفضل في مليء المقدمة بالنباتات وقد كان ماهرًا في رصدها. تعتمد اللوحة المرسومة بخطٍ قطري على التضاد بين الألوان الدافئة والباردة، في حين يسيّطر اللونين الذهبي والأخضر التي يكمِّلها ألوان الرمادي والبنفسجي والأزرق الفاتح. قدَّم بودكوفينسكي لوحاته الصيفية في خريف عام 1892، في صالون جمعيَّة تشجيع الفنون الجميلة. تلقت هذه الأعمال استقبال نقدي أفضل من أعماله الانطباعية التي أسيء فهمها حين عرضها عام 1890 بعد عودة من باريس.
ملاحظة: شاهدوا أفضل معالم المتحف الوطني في وارسو من هنا! وهي مختارات لأهم اللوحات البولندية في تاريخ الفن.