قدمنا مرةً سابقاً بورتريه أخر لإيرا ألدريدج (تفقدوها في أرشيفنا)، حان وقت بورتريه إضافي!
وُلِد ليون إيربو في بلجيكا وتتألّف مجموعة أعماله الغامضة من فن البورتريه واللوحات التاريخية والمشاهد النوعية والثيمات الاستشراقية طوال مسيرته المهنية. لعل أكثر ماجعله موضع الإعجاب في حياته كونه رسام للبورتريهات، ويُنظر إليه بشكل خاص لرسمه بورتريهات الممثلين والممثلات. يبدو أن إيبرو كان مهتماً خصيصاً بثيمة عُطَيْل –Othello– وقد عاد لها مرارًا، بما في ذلك بورتريه لزوجته وهي تقرأ المسرحية، بالإضافة لبورتريه لها متنكرة في زي ديدمونة –زوجة عطيل–. أفضت هذه الصلة إلى الرأي القائل بأن الجالس في هذه اللوحة قد يكون الممثل الشكسبيري العظيم إيرا ألدريدج. رغم أن إيبرو ربما كان في السابعة عشرة من عمره عند وفاة ألدريدج عام 1867، لكن في بعض الأحيان كان يُطلب منه رسم بورتريهات بعد وفاة أصحابها. ومع أن ابنة ألدريدج قد درست فعلاً في بلجيكا وهي طفلة، إلا أنه لا يمكن إيجاد رابط لازم بين إيبرو وألدريدج. ومع ذلك فقد كان ألدريدج ذائع الصيت في كل أوروبا وحسن العلاقات مع الدوائر الفنية.
وأياً كان الرجل الجالس، فإن هذا العمل يمثّل بوضوح بورتريه متفرِّد وليس نمطي. وبارتدائه ملابس ذات ألوان قاتمة تتبع لتلك الحقبة ولا تجعل منه يبدو دخيلاً، كما أنها تؤكد بوضوح على اهتمامه بالفن والأدب، فإن هذا البورتريه يمثّل نقيضاً متعمداً للصور النمطية والرسوم الكاريكاتورية الساخرة التي استخدمتها وسائل الإعلام الشائعة في تلك الفترة عند تصويرها السود. ظهور هذا البورتريه المذهل في السوق من المأمول أن تضيف شيئاً للمناقشات الأكاديمية المتعقلة بالاستخدامات المعقّدة ومتعددة الطبقات لرسم الصور الزيتية في مجتمع السود الأحرار النابض بالحياة في أوروبا خلال القرن التاسع عشر.
ملاحظة: كم لوحة بورتريه تعرفون لعارضين سود؟ هنا تقرأون قصص لعارضين سود اُشتهروا في القرن التاسع عشر.
ملاحظة اضافية: يوشك الأسبوع الثاني من السنة الجديد على الانتهاء! إن كنت لا تزال بعدُ دون تقويم لهذه السنة، نرجو تفقد تقويماتنا الفنية لسنة 2022 من هنا.