كان يان فان دير هايدن مُصور، ورسام علي الزجاج، رسام معماري، وصانع مطبوعات هولندي من عصر الباروك، أصبح أحد رواد التصوير المعماري في العصر الذهبي الهولندي. نقدم اليوم إحدى لوحاته للطبيعة الصامتة "ڨانيتاس"، وهي جزء من تقليد إنجيلي طويل.
نرى في مقدمة اللوحة الكتاب المقدس مفتوح على الجملة الشهيرة من سفر الجامعة: "عدم العدم، الكل إلي العدم"(Vanity of vanities, all is vanity). ومعنى الرسالة أن كل المعرفة والجمال الدنيوي عديم الجدوى، لأن الموت آتٍ في النهاية، وكل ما جمعه الإنسان سيتلاشي.
يرمز هنا "أطلس فيليم بلاو" للمعرفة الدنيوية ، وهو أصل كل رحلات الاستكشاف الهولندية، يتمدد مفتوحًا على مدينة بيرخن، حيث تم فيها الأنتصار علي اسبانيا في إحدي معارك حرب الأستقلال الهولندية عام 1622. ثم نُأخذ في رحلة عبر كل طرق أسطول التجارة الهولندية العظيمة، مع سجاد تركي، وحرير وخزف صيني، وأسلحة يابانية، وحيوان مدرع محنط من أمريكا الجنوبية. تشتمل المدفأة علي رموز من الموروثات الكلاسيكية: لوحة تصور مأساة ديدو، والخزانة الألمانية المزيَّنة بصورة لمينيرفا. وأخيرًا كرتان أرضيتان وسماويتان تسموان بالمجموعة إلى البعد الكوني.
معلومة أخيرة: رسم فان دير هايدن هذه التحفة الفنية وهو بعمر الخامسة والسبعين، في العام الذي توفي فيه.
ملاحظة: بمقدوركم كذلك معرفة كل شيء عن نساء العصر الذهبي الهولندي. 3>