كان بيرناندو بيلوتو ابن شقيقة كاناليتو، الرسام الذي يشتهر بمناظره المثالية للبندقية. قدَّما معًا العديد من المناظر المرسومة للسياح الذين توقفوا في البندقية في جولتهم الكبرى حول إيطاليا واشتروا هذا النوع من اللوحات تذكارًا وانعكاسًا لتقدمها الثقافي. وفي هذه الوثيقة العمرانية للبندقية والقنال الكبير، قدَّم بيلوتو عينةً لمجتمع البندقية ذاهبين إلى أعمالهم في صباح مشمس.
يسطع الضوء من الشرق على مبنى بالاتز بيساني غريتي بنوافذه المقوسة وواجهته الملونة. وصندوق تعبُّديّ يشتمل على أنواع مختلفة من الأيقونات الدينية يتدلى تحت النوافذ المقوسة في المبنى الأيسر. كانت هذه الصناديق عادة ما توضع على مبنى محاذٍ للقنال كي يتسنى لعابري السبيل التوقف لحظةً للدعاء عند الرحيل أو الوصول. تسيطر كنيسة سانتا ماريا ديلا ساليوت الباروكية على الضفة اليمنى، بينما تنعكس صورتها على القنال. وإلى جانبها خلف صف من المنازل المظلمة يقف دير سان غريغوريو ذو الواجهة القوطية. وفي أقصى اليمين توجد الدوغانا (Dogana) أو مبنى الجمارك. الجنادل والعبَّارات، التي لا تزال تستخدم حتى اليوم، تذرع الماء بين الضفتين. مصب القناة واضح في الأفق حيث تدخل منه السفن البحرية وتغادر المدينة.