اللوحة التي نعرضها لكم اليوم هي جزء من سلسلة الارتجالات الشهيرة، التي تعدّ حجر الزاوية في رحلته الفنية نحو التجريد المطلق. أنجزها كاندينسكي في عام 1909، وهو عام بالغ الأهمية في مسيرته الفنية، حيث كان نقطة التحول نحو الفن الذي يعبر عن الروح بدلاً من الواقع المادي. في هذه الأعمال، لم يكن همُّ كاندينسكي أن يكرر الظواهر الملموسة للعالم الخارجي، بل أن يعبر عن تجاربه الداخلية، عن تفاعل الروح مع الكون، عبر الألوان والأشكال التلقائية التي لا تحدّها قواعد الواقع.
في تلك الفترة، بدأ كاندينسكي بتصنيف لوحاته الكبرى إلى ثلاث فئات: "الانطباعات"، "الارتجالات"، "التراكيب". كما أوضح في كتابه الشهير عن الروح في الفن، كانت الانطباعات تعكس الطبيعة الخارجية بلغة فنية، بينما كانت الارتجالات عبارة عن تعبيرات غارقة في لاوعي العواطف الداخلية. أما التراكيب، فقد كانت تنبض بخطط مدروسة وتنفيذ دقيق عبر الزمن.
كانت الارتجالات بمثابة نبض قلب كاندينسكي، تجسد سعيه للكشف عن "صوت" التجربة البصرية العميقة. خلال عام 1909، أبدع ثماني ارتجالات مرقمة، وواصل رسم المزيد حتى اندلعت الحرب العالمية الأولى. وكانت هذه الأعمال، تماماً كما كان يطمح، تتماشى مع أفكاره الروحية التي عبر عنها في كتاباته، حيث تجاوزت التمثيل البصري لتتوجه نحو رؤية تجريدية ذات بعد روحي عن الواقع.
هذه اللوحة الجميلة جزء من تقويم DailyArt الجداري لعام 2025. قد تكون هدية عيد الميلاد المثالية لكم أو لأحبتكم، لغمرهم بروعة الفن. ولتصل إليكم قبل يوم الـ 24 من ديسمبر، سارعوا بشرائها قبل غدٍ!
ملاحظة: اشتهر كاندينسكي بأعماله غير التصويرية التي تتحدى العقل، وتدعونا لاستكشاف أعماق الروح. إليكم خمس لوحات تجريدية له يجب أن تعرفوها!
ملاحظة من المترجمة: يُستخدم مصطلح "دراسة" للإشارة إلى عمل فني أو رسم مبدئي يتم من خلاله استكشاف أو دراسة فكرة أو عنصر معين قبل تنفيذ العمل النهائي، أيضًا يمكن أن تكون الدراسة بمثابة تجربة لتحليل الأشكال أو الألوان أو أي جوانب فنية أخرى يحتاج الفنان إلى اختبارها قبل إتمام عمله النهائي.