Giovanni Battista Piranesi
لننتقل إلى روما، تحديدًا في القرن الثامن عشر!
كان جيوفاني باتيستا بيرانيزي عالم آثار معماري وفنان إيطالي، اشتهر بنقوشه لمدينة روما وكذلك "السجون" الخيالية والمليئة بالأجواء الغامضة. تتجسد معرفته العميقة بالكولوسيوم وبراعته في فن المنظور في هذه اللوحة المدهشة التي تعرض المدرج الروماني من زاوية نظر علوية. يبرز بيرانيزي الحجم الهائل للكولوسيوم من خلال جعله يحتل كامل الورقة مع وضع شخصيات صغيرة في وسطه. وفي الوقت ذاته، تكشف هذه الزاوية الجوية عن الخطة المعمارية والتفاصيل الهيكلية بوضوح مذهل.
تُظهر تسميات بيرانيزي الدقيقة بحثه العميق في الآثار. حيث يوضح توزيع المقاعد طبقًا لمراتب المجتمع الروماني المختلفة، من الإمبراطور ومحكمته إلى الشبان النبلاء ومعلميهم. وتساعد هذه العناية العلمية في وضع المتلقي في السياق التاريخي للمعلم، مما يبرز أهميته الاجتماعية والمعمارية.
نرى الضوء المُنتشر، الذي يشتهر به بيرانيزي في لوحاته الأخيرة من سلسلة فيدوتي (مناظر المدن)، يغمر الكولوسيوم في توهج مهيب تحت ضوء القمر. مركز الساحة مُضاء، مما يلفت الانتباه إلى الشخصيات الصغيرة الواقفة حول صليب ضخم. في عام 1743، قام البابا بنديكتوس الرابع عشر بتركيب هذا الصليب، مع المحطات المحيطة به، لتقديس المكان الذي كان يُعتقد أنه موقع استشهاد المسيحيين الأوائل.
ملاحظة: ربما تكون قد شاهدت أعمال بيرانيزي من قبل. يعتبر أسلوبه التفصيلي في رسم الآثار شهيرًا هذه الأيام. ولكن ما مدى معرفتك بالفنان الشهير نفسه؟ إليك 7 أمور يجب أن تعرفها عن جيوفاني باتيستا بيرانيزي!
ملاحظة أخرى: الكولوسيوم هو معلم أيقوني في فنون العمارة! إذا كنت من محبي الأعمال الفنية الأيقونية والكلاسيكية، يجب عليك التحقق من مجموعة البطاقات البريدية الأكثر مبيعًا لدينا، التي تحتوي على روائع فنية عظيمة. :)